Wednesday, May 8, 2013

جَهْلَوادْ



جَهْلَوادْ، جَهْلَوادْ
رحلَ العلمُ
والجهلُ عاد ْ
وغدى الوطنُ مزرعةً
يحرُسُها سِربُ جَرادْ
زُمرةُ أوباشٍ وأقزامٍ
تحتكرُ الفسادْ
تتحكمُ في الاقتصادِ
وأرزاق العبادْ
جهلوادْ، جهلوادْ
هل تسمع أَنّات البلادْ
وُعودٌ وهميةٌ
شعاراتٌ عَدَميةٌ
خُرافاتٌ وأمجادْ
وثرواتُ الوطنِ
تُباع في المزادْ
والكسادُ عَمَّ البلادْ
جهلوادْ، جهلوادْ
هربَ الأملُ
واليأس عادْ
شعبُ مقهورٌ مسحوقٌ
محرومٌ من الفرحِ
ولقمةِ العيشِ والزادْ
طفلٌ يَتَمرّغ في الوحل
وامرأةٌ يلفُها السوادْ
جَهلواد، جهلوادْ
هُزم الحقُ
والباطلُ عادْ
غابَ الصِدقُ
والكذبُ سادْ
والشعبُ يتخبطُ تائهاً
يحلمُ بأمجادٍ دمشقَ
قُرطبةَ وبغدادْ
ويَتَسلّى بِحكاياتِ شَهْرزادْ
شهرزادْ، شهرزادٍ
أين أنت يا أميرةَ الشرقِ
زمنُ الفطنةِ من بعدك بادْ
وزمن الفهلوة حَلَّ وسادْ
وغدا الشرقُ في وادْ
والغربُ في وادْ
وبينهُما ألفُ وادٍ ووادْ
والشعبُ غائبٌ عن الوعيِ
غارق حتى أذنيه
في قضايا قومِ لوطٍ وعادْ
شهرزاد، شهرزادْ
طالَ الليلُ يا أميرتي
وعمَّ السوادْ
والفجرُ ينتظر حزيناً
ميلاداً بلا ميعادْ
يُعاني آلامَ مخاضِ عسير
وحالَ إنسدادْ
والفؤاد توقف عن النبضِ
وأعلنَ الفكرُ الحدادْ
شهرزاد، شهرزادْ
سُجنَ العدلُ
والظلمُ سادْ
رحل الأمنُ
والخوفُ عادْ
والإبلُ مُنْبطحةٌ على كُروشِها
تجترُ ذكريات الثأر
تنتظرُ حمارا يقودها
والحمارُ يَتَسلى بالعِنادْ
جَهلواد، جهلوادْ        
شحَّ المالُ
والفقرُ جادْ
أحرقوا بساتينَ البُرتقال
والهُدْهدُ هجرَ البلادْ
جفَّ الدمعُ في العينِ
والقهرُ في القلبِ زادْ
شبابٌ عُيونُهم على الوطنِ
وعساكرٌ يدُها على الزِنادْ
ودمُ الأطفالِ يسيل في صمتٍ
والأملُ غدا حُطاماً ورمادْ
أين أنتَ يا عنترة بن شدادْ
زمن الشهامة بادْ
والحكمُ يحكُمُهُ الفسادْ
الفقيرُ يَسْتجدي الثريَّ
الضيعفُ يخافُ القويَّ
والزعيمُ عميلُ موسادْ
والمفكرُ يركضُ خائفاً
بين قهرٍ وبؤسٍ
مقصلةٍ معتوه وجلادْ
جهلواد، جهلوادْ
شاخَ الوطنُ
وزمنُ الفتنة عادْ
تسلل أمراء الطوائف
تحت أجنحةِ السوادْ
فقهاء مأجورين عملاءْ
بلا ضمير ، بلا ولاءْ
يقبضون باليمنى الدولارْ
وينثرون باليسرى العارْ
يستخدمون اللسان سلاحا
لاستثارة الغرائزَ والأحقادْ
وتعميم الجهل على البلادْ
جعلوا الصبايا سبايا
والبغاءَ جهادْ
قاصراتٌ يركعن عرايا
مبولةً لكل معتوه جلادْ
آه يا ابن شدادْ
مجرمون بلا أعدادْ
يحملون سيف أبي جهل
يقطعون الرؤؤس مُكبرين
ويُمثلون في الأجسادْ
وشعوبٍ مُؤمنةٍ تُقادْ
إلى المقصلة بلا عنادْ
والديمقراطيةِ استبدادْ
تعمم البؤس على العبادْ
جَهلوادْ ، جهلوادْ
رحلَ العلمُ
والجهل سادْ
هربَ الحبُ
والحقدُ عادْ
والشقاءُ على الناس جادْ
فقرا ومذلة واستعبادْ
وما يزالُ الفجرُ حزيناً
ينتظرُ ميلاداً بلا ميعادْ
يُعاني آلام مخاضٍ عسير
وحالَ إنسدادْ

د. محمد ربيع



No comments:

Post a Comment