Sunday, May 5, 2013

رسالة إلى طائر الهُدْهد



رسالة إلى طائر الهُدْهد
حلقْ مرفوع الرأس
في سماء أرضِ الجُدودْ
وانتظرني هناك حتى أعودْ
انتظرني بين أشجارِ البرتقالْ
حيث كنا نلتقي
أطفالٌ صغارْ
نلهو، نتسلقُ الأشجارْ
نعبثُ، نقطفُ الصُبارَ
ونسماتُ البحرِ تُداعبنا
ملائكةٌ أحرارْ
لا يُرهبنا جنودْ
لا تُكبلنا قيودْ
نلتقي في شوقٍ
نفترقُ في شوقٍ
ومع الغروبِ نعودْ

قِفْ على شواطئِ يافاْ
وانتظرني حتى أعودْ
وإن صادفني جنودْ
وأدركوا أنني عدت
متسللا عِبرَ الحدودْ
واعتقلوني وعذبوني
وسجنوني عُقودْ
لا تحزنْ يا حبيبي
سوفَ أعودْ
قِفْ على روابي الكرمل
وانتظرني حتى أعودْ
وإن صادفني أشرارْ
وأدركوا أنني تسلقتُ
فوق أسلاك الجدارْ
وكبلوني وغطوا عيني بالسواد
ورموني خلف الحدودْ
لا تيأسْ يا حبيبي
سوف أعودْ
فالوطن حبٌ مجنون
وجنون الحب بلا حدودْ
حلّقْ فوق السور العتيقْ
شاغلْ أعين الحُراس
حتى تسمعَ الأجراسْ
والزغاريدَ في الأَعْراسٍ
رقصات الطبل والعودْ
تزفُني في أزقةِ القدس
 لحبيبةِ العمر خُلودْ
وترى دموعَ الفرحِ
فوقَ الخُدودَ شُهودْ
قِفْ بين الورودْ
وانتظرني حتى أعودْ
أنا لا أخافُ جنودْ
مُستعمرينَ يهودْ
خُرافاتِ أحبارٍ
وتعاليمَ تَلْمودْ
العدوُ ظالمٌ
عُنصريٌ حقودْ
والظلمُ لا يسودْ
وإن أُعتقلتُ وعُذبتُ
وكبلوني بالقيودْ
وأصبحتُ أسيراً
مُتهماً بقتلِ جُنودْ
وحُوكمتُ بلا شهودْ
وأعدموني ودفنوني
وغُيبتُ عن الوجودْ
سوف أعودْ
شمساً وقمراً
برقاً ورعودْ
فعاشقُ الأرضِ
لا يخلفُ للأرضِ وُعودْ
سوف نعودْ
ما دام الشعبُ هُنا
يقفُ مرفوعَ الرأسِ
يحملُ راياتِ الصمودْ
سوف نعودْ
نهدمُ الجدارَ
نُحرر الحجارة
ونمحو آثارَ الحدودْ
فلسطينُ أسطورةٌ
رسالةُ حبٍ وسلمٍ
منذُ أن كانَ وُجودْ
نبعُ الحضاراتِ
مهدُ النُبواتِ
وجناتُ خلودْ
حكاياتُ جدودْ
تتناقَلَها الأجيالُ
الكتبُ والأسفارُ
عِبرَ العُهودْ
تُحكى مليون مرة
تُزيفُ مليون مرة
تُغيَّبُ مليون مرة
ثم تعودْ       
د. محمد ربيع        www.yazour.com       

No comments:

Post a Comment