Wednesday, April 24, 2013

الأهداف والوسائل



الأهداف والوسائل 

إن لكل هدف متطلبات متعددة، من بينها خطة عمل تنفيذية في مقدورها تحقيق الهدف المنشود. لكن علينا أن ندرك أن خطط التنفيذ وأسالب العمل لا بد وأن تكون مرنة كي تتعامل مع الظروف الموضوعية المتغيرة والمستجدة في عصر أصبح التغير والتحول الدائم فيه هو الحقيقه الوحيدة غير القابلة للتغير. لذلك كان على كل خطة أن تنطلق من مبادىء ومرجعيات ثابتة تجسد روح الهدف الذي تسعى لتحقيقه، وأن تستخدم أساليب تنفيذ تتصف بالحركية والديناميكية، تتطور تبعا لتغير الظروف، ولا تخاف اللجوء إلى الخطوات المرحلية كأداة تنفيذ. ان غياب المرجعيات والمبادئ يسلب خطة العمل بوصلة الأمان، بينما يقوم غياب الحركيه والديناميكية بتحويل المرجعيات والمبادىء إلى شعارات مفرغة، قد تُصبح مع تغير الأزمنة عقبات على الطريق تحول دون تحيق التقدم.

إن وقوف أي شخص أو شعب عند الثوابت وعدم السماح بتأويلها كي تتصالح مع العصر وتتعايش معه بسلام، يعني قيام الطرف المعني بالحكم على نفسه عمليا بالتخلف عن الزمن، والسماح للغير من أصدقاء وأعداء بالتحكم في مصيره وتزييف إرادته.. وهذه قوى خارجية من طبعها أن لا ترحم حياً كان، وأن لا تترحم على ميت سكون. إن قوى الرفض، العربية وغير العربية، تميزت عبر التاريخ بقدرتها على تحديد القضايا التي تقف ضدها بوضوح، وعجزها عن تحديد القضايا التي تقف إلى جانبها بأمانة، أي أنها تميزت بالعجز عن تقديم بدائل علمية وعملية وعصرية لما ترفض من قضايا وسياسات. لهذا يحب الابتعاد عن مواقف الرفض بقدر الإمكان، والتفكير دوما ببدائل لما هو مطروح من أفكار ومشاريع غير مستحبة، والتطلع دوما إلى الأمام نحو أهداف إنسانية بناء على رؤية تحكمها مبادئ أخلاقية، وتديرها اساليب عمل ديناميكية لا تتوقف عن الحركة.


           د. محمد ربيع                             www.yazour.com

No comments:

Post a Comment